العَرَاقة اللغوية: دراسة في محافظة العربية ووضوحها
DOI:
https://doi.org/10.52747/aqujall.3.1.332الكلمات المفتاحية:
العراقة اللغوية، المحافظة اللغوية، الوضوح اللغوي، النواة النحوية الثابتة، الاطراد التركيبي، التجديد القياسي، التعليليةالملخص
تهدف هذه الدراسة، وفق منهجها الوصفي المقارن، إلى تناول مفهوم (العَرَاقة اللغوية)، وهو من المفاهيم التي يكثر تداولها على الألسنة دون أن تتلقّفه أدوات البحث العلمي الجاد للوقوف على حقيقته الموضوعية وأبعاده اللسانية. فالعَرَاقة اللغوية، كما بيّنها المبحث الأول للدراسة، هي من سمات العربية التي امتازت بها على نحو لم يتحقق لغيرها من اللغات المعروفة، وذلك لمرور سبعة عشر قرنا على استقرار بنيتها واستمرار دوامها لغة فاعلة إلى اليوم، فراهنيّة العربية وبقاؤها لغة تواصل عالمية وحضارية ينفي كل ذريعة تجعل من امتدادها الزمني الطويل علامة قِدَم أو جمود. ولنفي طابع الممارسات البلاغية (المقولبة والمختصرة) عن مفهوم العراقة، فقد عمدت الدراسة، ضمن مبحثها الثاني، إلى محاولة صياغته مفهومًا لسانيًّا خاصًّا يقوم على وقائع لغوية قابلة للفحص والتحقّق الموضوعي، وقد ظهر ذلك جليًّا في تناولها للمبادئ والأسس البنيوية التي أكسبت العربية سيرورتها ومحافظتها الدائمة، فكان من أبرز نتائجها أن العربية بنواتها النحوية الثابتة واطراد تراكيبها وتجديداتها القياسية وتعليليتها قد امتلكت مبادئ داخلية شكَّلت قوى محافظة كفلت لها الامتداد الزمني مع الوضوح البنيوي. وقد منحها ذلك عراقةً تجلّت في استمرارها ضمن حالة لغوية واحدة غير قابلة للتجزئة إلى حالات منفصلة بنيويًّا؛ إذ كان للزمن وطأته الشديدة على لغات أخرى، فقسَّمها إلى حالات ينقطع معها وضوح التواصل اللغوي بين أجيالها المتعاقبة، فالناطق بالإنجليزية اليوم، على سبيل المثال، يعي جيّدًا أن هنالك إنجليزية قديمة ووسطى وحديثة، وهي حالات متتابعة للغة واحدة ينقطع معها التواصل والتفاهم بازدياد عمقها التاريخي، وليس كذلك حال العربية التي ليس لها مثل هذه الحالات الانفصالية، فهي ممتدة في الزمن بغير تعطيل أو تقييد.