الإنسانُ والطبيعةُ في روايةِ "غافة العذبة" لمريم الغفليّ: مقاربة سيميائيّة

الملخص

يسعى هذا البحث إلى دراسة الطبيعة والإنسان في رواية غافة العذبة للروائية الإماراتيّة مريم الغفلي دراسة سيميائيّة، وهو بذلك سيفيد من أهم أطروحات المنهج السّيميائيّ في تحليل العمل الأدبيّ، من خلال الكشف عن دلالاتٍ أعمق للمعاني المضمرة في الرواية، مثل رمزية الطبيعة ودورها في حياة الشخصيات وتطور الأحداث، حيث تُعبّر الطبيعة عن العديد من المعاني العميقة والمشاعر الإنسانية. ينطلق البحث أساسًا من سؤال محوري مضمونه: ما أهمّ العلامات السيميائية التي بدت جليّة في رواية غافة العذبة لمريم الغفلي؟ متوسلًا بالأدوات والإجراءات السيميائيّة في تحليله للنص؛ من رصدٍ لتلك العلامات السيميائية التي تنطوي عليها الرواية بدءًا من العلامات الطبيعية، والعلامات الجغرافية، وانتهاءً بسيميائيّة الشخصيات، ومُفِيدًا من تنظيرات كل من: جيرار جينيت، وأمبرتو إيكو، وفيليب هامون. ختامًا، توصل البحث إلى أنّ الطبيعة في رواية "غافة العذبة" ليست مجرد خلفية للسرد، بل هي عنصر حيوي يجسّد طبائع النفوس البشرية من حالات نفسية إزاء الصراعات الداخلية والخارجية التي يواجهها الإنسان في سعيه للتكيف مع بيئته والتعايش معها، وأنّ تتبع العلامات السيميائية أماط اللثام عن كون العلاقة بين الإنسان والطبيعة ليست علاقة منفصلة أو سطحية، بل هي علاقة تفاعلية تحمل دلالات رمزية عميقة تعبر عن قضايا الوجود والحياة.