الحواس وإدراك العالم في الخطاب الرّوائي الخليجي: رواية "ملمس الضوء" لنادية النجّار أنموذجا

الملخص

يهدف هذا البحث إلى الكشف عن تمثّلات الأعمى للوجود من حوله وطريقة إمساكه الرّمزيّ بالعالم، وكيف يتجلّى ذلك في خطابه، من خلال الاشتغال بمدوّنة روائيّة جعلت الأعمى الشّخصيّة الرّئيسيّة فيها. نعتمد في هذا البحث المنهج العرفاني العصبي، من خلال ما تقدّمه العلوم العرفانيّة والعلوم العصبية والسرديات العرفانيّة العصبيّة من مداخل تساعد على فهم الخطاب السّردي وآليات اشتغاله. كشفت الدّراسة عن نجاعة المنهج العرفاني العصبي في تناول النّصوص السرديّة، وأبانت عن آليات اشتغال الخطاب عند ذوي العاهات، انطلاقا من تمثّلهم المخصوص للعالم، نتيجة افتقارهم إلى حاسّة من الحواس، وتغطيتها عصبيّا وعرفانيّا وخطابيّا عن طريق حواس أخرى، كما انتهت إلى الخصائص الفنيّة التي وسمت هذه الرّواية بميسم خاصّ. استطاعت الكاتبة توظيف أساليب مخصوصة تكشف عن إدراك الأعمى للعالم، وبيّنت هذه الدّراسة أنّ الأمر له أثره على القارئ الذي يتفاعل مع هذا الخطاب المخصوص وتلتبس صورته بصورة الشّخصيّة ويتقمّص دورها ويشعر بآلامها ويعيش بحواسّها.